سكان مدينة الناصرة
2009-07-23 02:23:30
2009-07-23 02:23:30
من كتاب تاريخ الناصرة للمؤرخة نهى زعرب قعوار
يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 96 ألف نسمة جلّهم من العرب الفلسطينيين ذوي الجنسية الإسرائيلية. تشير التقديرات إلى أن 69% منهم مسلمون والباقي مسيحيون. تعتبر الناصرة مركزا تجاريا هاما لمدن وقرى منطقة الجليل.
* نشاط السكان
اعتمد سكان القضاء قديما وحديثا على مدينة الناصرة في تلبية احتياجاتهم ، وكان لا بد لهذه المدينة من توفير مثل تلك الاحتياجات ، فنمت وازدهرت وجد أهلها في العمل ، حيث اشتغل قسم منهم بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات ، كما راجت أعمال التجارة فيها وكانت تمثل السوق الرئيس لعشرات القرى ، التي تبيع ما تنتجه فيها وتبتاع منها كل ما تحتاجه ، كما ازدهرت كذلك الصناعات الخفيفة ، مثل أعمال التجارة والحدادة والدباغة والخياطة والصباغة وأعمال البناء والهدايا التذكارية من سجاد ونحاس وخشب محفور ، كما اشتهرت نساء الناصرة بأشغال الإبرة . وفي الناصرة معاصر للزيتون والسمسم لاستخراج الزيت والطحينة ، وفيها مصانع للصابون. و قامت الناصرة منذ القدم بالوظيفة الاقتصادية لمجموعة كبيرة من القرى والتجمعات السكانية. ولا زالت المدينة تؤدي هذه الوظيفة لعشرات الآلاف من السكان العرب في المنطقة. كانت السياسة التي اتبعها اليهود منذ عام 1948م وحتى عام 1967م تجاه عرب فلسطين المحتلة تقوم على عدم السماح ببروز قطاع اقتصادي عربي ، وبالتالي منع قيام مراكز سلطة اقتصادية مستقلة ، وعليه فان القاعدة الاقتصادية في فلسطين المحتلة بشكل عام ، كانت حتى عام 1976م ضعيفة جدا . فلم يكن العرب يملكون سوى ثلاث مؤسسات صناعية فقط ، اثنتان صغيرتان تهتمان بالخياطة وثالثة للأشغال المعدنية . ضّيقت الحكومات الإسرائيلية على الزراعة العربية ، ولم تصنع الوسط العربي ، بل على العكس صفّت ما وجد فيها من مصانع وشركات ، مثل صناعة التبغ في مدينة الناصرة . وصمدت بعض الشركات مثل شركة باصات ( العفيفي ) العربية في هذه المدينة ، وبقيت بعد مقاومة طويلة ومريرة ، كذلك فان الحكومات الإسرائيلية ترفض اعتبار الوسط العربي منطقة تطوير من الدرجة الأولى ، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على جذب الصناعيين وأصحاب الشركات وهي لا تشجع ولا تدعم ولاتقيم أي مصنع في الوسط العربي بأموالها أو بأموال مشتركة . وهكذا تتصرف أيضا نقابة العمال ( الهستدروت ) التي تملك 25% من الصناعة اليهودية . فلم تقدم أية قروض تذكر لتشجيع الصناعة العربية . وفي الوسط العربي كله وحتى نهاية عام 1983م ، كان هنالك 140 ورشة صناعية ، غالبيتها الساحقة عبارة عن مخيطات وورش إنتاج مواد بناء أولية وحدادة ومناجر صغيرة . وفي المقابل نجد مستوطنة يهودية مثل " الناصرة العليا " التي أقامتها السلطات الإسرائيلية عام 1957م على أراضي الناصرة والقرى العربية المجاورة وضمن مخطط تهويد الجليل ، نجد مثل هذه المستوطنة تصبح مركزا صناعيا في فترة زمنية قصيرة جدا ، تحوى 160 مصنعا وورشة صناعية ، في حين لم ينشا مصنع واحد في مدينة الناصرة العربية القائمة منذ آلاف السنين . وهكذا فإننا نجد مدينة عربية كبيرة في فلسطين المحتلة مثل الناصرة تخلو من المصانع والمشاريع الكبيرة ، ولهذا اتجه أهلها لإعمال التجارة والخدمات وبعض الصناعات التحويلية البسيطة المتعلقة بالسياحة ، مثل حفر الخشب والخزف ، كما اضطر بعضهم إلى التوجه للعمل في المصانع والورش اليهودية
كان يوجد في مدينة الناصرة في بداية القرن العشرين ثلاث مدارس، واحدة في قرية سولم والثانية في قرية اندور بالاشتراك مع قرية نين أما الثالثة فكانت في قرية الناعورة بالاشتراك مع قرية تمرة، وارتفع عدد المدارس ليصل إلى 14 مدرسة في العام 1937 / 1938 ، منها مدرسة للبنين ومدرستان للبنات، كما وجد دار المعلمين الروسية ، وازدهرت الحياة العلمية بعد إنشاء المدارس، وقد دخلت أول مطبعة لمدينة الناصرة عام 1923 ، مما ساعد على ازدهار الحركة الثقافية فيها.
* أزياء أهل الناصرة
بعد اختلاط أهل فلسطين بالأمم الأخرى ، تنوعت أزياؤهم واختلفت من منطقة إلى أخرى ، وبشكل عام فقد امتاز لباس الرجل والمرأة في فلسطين عامة وفي الناصرة بشكل خاص ، بكثرة القطع التي يرتديها كل من الرجل والمرأة ، كما أمتاز لباس أهل الناصرة وخاصة لباس المرأة بطولة ، إذ كان يغطي جسمها بالكامل باستثناء الوجه واليدين ، ومن الأسماء المألوفة والتي كانت منشرة في زي المرأة الناصرية : الصمادة : وهي كيس أسطواني محشو بالقطن كانت توضع على الرأس . الزربند : شقة من الحرير مخططة بألوان مختلفة تطوى من الأعلى وتوضع فوق الصمادة وتعصب بمنديل طويل يرسل على الظهر ويربط الوسط بزنار . العصبة : منديل يطوي ويكسو أعلى الصمادة . الجلابة : وهي جبة طويلة مفتوحة من الأمام . الدامر : عبارة عن جبة قصيرة . القنباز : استعمل بدل الجلابة وله فتحتان على الجانبين وله ألوان كثيرة . العباءة : وبه جلباب قصير الأكمام من الجوخ المطرز ، مع مرور الزمن أخذ استعمال هذه الألبسة يقل فانتقلت النساء إلى اللباس الحديث ، وألغيت الصمادة والدامر والعباءة والعصبة وغيرها ، أما لباس الرجل فكان العمامة البيضاء للمسلم والسوداء للمسيحي ، ثم الطربوش والحطة والعقال والقنباز والسروال والعباءة وغيرها ، وقد قل لبس العمامة باستثناء رجال الدين المسلمين ، وشاع لبس الطربوش الأحمر كما قل استعمال القنباز ، ثم حدثت النقلة من القديم إلى الحديث وشاع اللباس الحديث مثل ( الجاكيت والقميص والبنطلون ) ، أما الشيء المتبقي من الزي القديم فهو الحطة والعقال والذي لا زالت قطاعات كبيرة من الأهالي ترتديه.