لتفاصيل كيفية طلب كتب المؤلفة اضغط هنا.
هتاف الكبرياء مقدمة قد تمردت نفسي اخيرا على التقاليد التي حدت من نشر انتاجي طيلة هذه الاعوام فتحكمت بحريتي وعواطفي وهواجس نفسي التي ضاقت عن التعبير وعن افساح المجال امام نبضات قلب طافح بالعطاء.. وبالخيال.. وبالحنين.. لقد احببت دائما ان اخرج الكلمات الجريئة..المحبة..المتسامية والمعطاءة من قلبي لكي افرشها امام الناس.. فالانسان المعطاء لم ولن يكون مرة واحدة ملك نفسه لان العطاء الجاد يجب ان يشاركه به كل الناس خصوصا اذا تميز بسهولة التعبير وعمق الاحساس والميل الى الابداع، مما يضفي على الكلمات معاني اسمى مما تعود عليها الناس، عندها يكون لطعم الكلمة مذاق شهي مفعم بالغنى قريب الى القلب، سام في التعبير، لا يخفي وراء الكلمة احداثا متشابكة وصورا بعيدة عن الصدق مصطدمة بخشونة وعنف الكلمات. ولا انكركم القول بان الحياة وروتينها الممل اشغلاني عن الاستمرار في الكتابة, فمشاغل البيت وتربية اطفالي, وبعض اعمالي التطوعية خارج المنزل حدت من نشاطي, واستحوذت على كل وقتي، ولكن الان وبعد ان تفتحت جميع البراعم في بيتي وانتهت مهمتي تقريبا، عدت الى ممارسة كتاباتي وهواياتي المحببة جدا الى قلبي والتي المني تركها لمدة طويلة، بالرغم من عدم تفكيري بنشرها في احد الايام. احاول في بعض الاحيان ان اجد الاعذار لنفسي ولصمتي طيلة هذه السنين التي لم احاول خلالها اصدار كتاب واحد مما كتبت لكي اقدمه للقارئ: ولكنني أخيرا ندمت على التأرجح بين الفكر والعاطفة وقررت طبع كتابي هذا الذي سيحوي بعض ما كتبت بعد سنة 1967 والتي تحول قلمي فيها ليسطر بعض ما يجيش في صدري من أوجاع وتساؤلات ومراث، هذا النوع من الكتابة حصرني بين هالتي الواقعية، والمصداقية، لانني متيقنة بان كلمة عواطف تعني الكثير للكثيرين منا والتي سوف لا تسمح لنا بأن تكون لنا أية محاولات للتأثير على مسار التاريخ. على كل حال فانا اشكر للظروف ذلك التريث الذي عمّق تفكيري وشدّ ازري. وها انذا اعود الآن لممارسة كتاباتي، جاء ذلك بعد ان ناح الزمن على الذين غادروا وتركونوا وابقوا بعض الحسرة والظلال على حياتنا التي تمنيت فيها صديقا حميما يقاسمني رسم طريق حياة جديدة بعاطفة ومحبة، فلم اجد سوى قلمي ليسجل لي بعض النبضات العذبة احيانا والنازفة احيانا اخرى... فالى روح امي وأبي واخي الذين شجعوني على الكتابة اهدي سلاما... ورحمة... ومحبة... وشوقا. |