لتفاصيل كيفية طلب كتب المؤلفة اضغط هنا.
ما ورد عن الكتاب محتويات الكتاب اهداء ومقدمة الكتاب مختصر من كتاب تاريخ الناصرة احتلال اليهود لمدينة الناصرة سياسة إسرائيل في تهويد الجليل |
تاريخ الناصرة، مسيرة عبر العصور تمهيد ان اصدار هذا الكتاب لم يكن هينا بالنسبة لي، بسبب قلة المصادر والموارد المكتوبة عن الناصرة، وعن تاريخها الحافل والشامل على مدى عقود التاريخ القديم والحديث، ولكنني حاولت جاهدة ومحافظة على نقل كل خبر بامانة وصدق بعد الرجوع الى عدة مراجع ومصادر، متحدية مواجهة العديد من الصعوبات للحصول على هذه المراجع، وهذا كلفني الجهد والعناء والسهر الطويل، ولكن رغبتي الشديدة بتوثيق كل ما كتب من تاريخ عن بلدتي ومسقط راسي وراس اجدادي الذين تركوا بصماتهم على كل ذرة تراب من تراب هذه البلدة الطاهرة الطيبة، جعلني اتمم هذا العمل الصعب، وافرغ من راسي جميع الاشياء المهمة التي حشيت فيه منذ نعومة اظفاري،والتي شعرت بانه يتوجب علي ان اسجلها قبل رحيلي عن هذه الدنيا. لقد جهدت بابراز كل حدث مر على هذه البلدة، لكي اسجل ماثر شعب اصيل، لم تقدر اية قوة من القوى على طمس تاريخ حقبه الحافلة بالماثر والمفاخر، بالصبر وبالحرمان وبالفقر والتشريد، فهو جزء من شعب ابى ان يطفا مشعل نوره المشع دائما وابدا عبر عصور التاريخ القديم والحديث. ان محاولتي تدوين تاريخ الناصرة، ينبع من النقص في تدوين العديد من الحقائق عنها ولقلة الاهتمام بتاريخ هذه البلدة العريقة. لهذا شعرت بانني ملزمة باضافة بعض ما اعرف من المعلومات التي لم تكتب عن الناصرة وعن قضاياها وممتلكاتها السابقة، والظروف الصعبة جدا التي عاشتها خلال حقبات طويلة من الزمن، كما اشعر بانني مسرورة جدا لانهاء هذا العمل الصعب التي تطلب جهد سبع سنوات طوال، جعلتني في النهاية قادرة على وضع ما توصلت اليه بين ايديكم راجية ان اكون قد وفقت بنقل بعض الصور الجميلة احيانا والحزينة احيانا اخرى لكل مرحلة من مراحل تطور وتاريخ هذه المدينة المحببة الى قلب كل عربي، وكل فلسطيني في هذا العالم الكبير، لانها تستقطب جميع الناس من حدب وصوب في العالم، مشعرة اياهم بعظمتها وعراقة تاريخها وتاريخ من تعاقب على سكناها عبر حقب التاريخ الذي طمس ودفن معظم تاريخها، وتاريخ من عاشوا على ارضها. ان هذا العمل يوثق ويقوي العلاقات بين شعبنا الذي يعيش على هذه الارض والشعب الذي يعيش خارج البلاد اذا كان ذلك في العالم العربي او في جميع انحاء الدنيا، لانه رصد تاريخي لما مرّ على هذه البلدة عبر عصور التاريخ القديم والحديث. فالناصرة في حياة وفي ذاكرة كل فلسطيني ليست مجموعة من الآثارات القديمة، والكنائس التاريخية والابنية العتيقة البيضاء والمغاور والجبال والسهول والوهاد والآكام فقط. الناصرة هي تجسيد لوجود شعب، وتأكيد لذاته، ودفاع عن حضارته وتاريخه وكيانه. فاهل الناصرة، هم بشائر خير وسلام لكل شعوب هذه المنطقة، الذين عانوا الكثير الكثير، اثناء الاحتلال، لكنهم صمدوا رغم جميع الصعوبات المعيشية، والاقتصادية وقلّة ذات اليد. لقد بقوا في مدينتهم وحافظوا عليها وعلى عروبتها وعلى آثارها وعلى ممتلكاتها بقدر الامكان، كما شاهدوا العديد من الانماط الفكرية والسياسية والاقتصادية وعاشوا في اجوائها. هذه هي بلدتي الصغيرة، الناصرة، بجبالها المتطاولة، وبوهادها واوديتها الخضراء المطلة على صحن مستدير الشكل في وسطها محتضنا عين العذراء والكنائس والمساجد والآثار والبيوت القديمة المجتذبة بشدة عيون العالم بأسره الى هذه البقعة النائية الصغيرة بحجمها والكبيرة بأهميتها وبعظمتها التاريخية التي حباها بها الله وفضلها على سائر بلدان العالم. ونحن كناصريين نشعر بالفخر والاعتزاز دائما بهذا التكريم الذي حبانا به المولى. رافعين رؤوسنا عاليا، فخورين بنسبنا الذي يربطنا ارتباطا وثيقا بهذه الارض التي تجتذبنا بالرغم من جميع المحن التي مرت عليها، الا انها بقيت شامخة ابية كريمة عزيزة بعيدة عن الشعور بالانتساب الطائفي، فجميعنا نشعر باننا اسرة واحدة نعمل لاجل هدف واحد ومصلحة واحدة، الا وهي اعمار هذه البلدة التي اردنا لها دائما الشموخ والارتقاء والصمود، والتمسك والتشبث بالجذور للمحافظة على الهوية ولشحن طاقات الأجيال القادمة بالعزة والكرامة التي خلفها لنا اجدادنا. |