لتفاصيل كيفية طلب كتب المؤلفة اضغط هنا.
 مقدمة الكتاب |
شجرة المجد ما ورد عن الكتاب شجرة المجد هي تجربة واعية لكتابة اسطورة بشكل شعري جذاب. ان هذه المسرحية الشعرية هي اول عمل شعري مسرحي، لشاعر واديب في الوسط العربي. لست اغالي اذ اقول بان شاعرتنا تطرقت في هذا العمل الى عدة نواح، فدخلت عبر التاريخ لكي تتحفنا بافكار وعقائد قديمة، تداولتها امة من اعرق الامم القديمة بعد اليونان، الا وهي الامة الفارسية، التي خلفت لنا العديد من الكتابات الفنية والمتنوعة والتي حلت رموزها عندما يقرا ترجمتها، فلا يستطيع ان يدرك عمق معانيها. نحن نعلم بان القدماء لم تشغلهم مشاغل ومشاكل عصرنا الحاضر، لهذا نرى في اساطيرهم صورا جمالية لكنها بعيدة عن النضج وعن الحل الصحيح، وهنا نرى شاعرتنا تحاول سبر غور الفترة الزمنية التي تفصل بين عاداتنا الفكرية واساليبنا الحياتية ، عابرة عبر حاجز الزمن لتتحفنا بحضارة من حضارات التاريخ القديم. لقد ادخلتنا هنا في عالم الفكر الميثوبي صانع الاساطير، فنراها تحلل افكاره وتصرفاته، ومع اننا نعلم علم اليقين بان قصدهم لم يكن تسلية الشعب،بل كان الغرض هو تاويل للظواهر الطبيعية،التي كانوا يعايشونها ويسردون احداثها ويشعرون بانهم جزء منها. لهذا كان الشعور بالصراع بين قوتين دائما. عندما نلقي الضوء على هذه الصورمن الفن والادب وتاريخ الشعوب، نجد بانها اصبحت صورا تقليدية لواقع شعب عاش في عصر من عصور التاريخ، ولكن..علينا ان نميز الاقاصيص القديمة عن الاساطير والخرافات. قد نجد في هذه الرواية عناصر اسطورية، لكن المقدرة تبدوا هنا واضحة في طريقة توسيع وتنميق الاساطير بخيال وبثقة وبتصوير شعري للاسطورة ، وليس مجرد سرد لقصة رمزية، ما هي الا اطار اختاره الفكر القديم لمجرد رسم صورة لاحداث تاريخية . نشكر ام اسكندر على هذا العمل الصعب والذي يعلن عن حقيقة تاريخية لكنها موسعة بشكل منطقي هدفها الفكر التاملي والغير واقعي في الحضارة الفارسية القديمة، والتي صورت لنا فيها الاحداث بصور شعرية خلابة.
موفق رفيق خوري
مدير دائرة الثقافة العربية في وزارة المعارف والثقافة |