Nuha Zurub Kawar
نهى زعرب قعوار
الصفحة الرئيسيةالسيرة الذاتيةمدوّنةأشعارمؤلفاتهااتصل بهانهى زعرب قعوار
نهى زعرب قعوار
أشعار نهى زعرب قعوار

قائمة عناوين الأشعار المدوّنة في الموقع, حسب الترتيب الابجدي:

مرايا
2011-01-02 10:41:03

وأُطل في قلبِ المرايا
فأرى في العُمقِ نفسي
وأرى خفايا النفسِ
والأوجاعِ والأملِ المسافر
وأُشاهدُ الأيام َتمضي
مثلَ أوراقِ الشجر
وأرى دمائي تنهبُ الشريانَ
ليلاً وسحر
وأرى مكامنَ للأسى
وَلَّت.. وما رأت السَمَر
فأبيتُ لا أدري
أأندُبُ حاضري
أم أشعلُ النيرانَ في قلب الحجر
*****
وأطِلُ في الأعماقِ
أحفُرُ في ثنايا العمرِ أكثر
فأرى حكاياتٍ لبعض الناسِ
في قلبِ المرايا
فبطَبْعِ بعضِ مرايا الناسِ
إخراجُ الخفايا
خفايا.. كادَ يَدفنُها الزمان
يخشى إعادَتَها المكان
وتَمُرُ من بينِ الأَصابعِ
مثلَ شعرِ الطفلِ ناعم
تتلو على أهلِ الورى
قِصَصَاً منَ الزَمَنِ المسافر
ثمَّ تمضي في أمان
غيرَ حافِلةٍ بفعلِ الناسِ
أو قولٍ لسكانِ المكان
وأداعبُ المرآةَ مُشفقَةً
على نفسي.. على كبدي
وخشيتُ دمعاً
كادَ يَطْفُرُ من وراءِ زُجاجةِ المرآةِ
يَحرِقُ لي دمي
فطويتُ أحشائي على مَضضٍ
على ظُلمِ الزمان
ورجعتُ من أدراجِ أفكاري
إلى بيتي ليطويني المكان
*****
وأعودُ للمرآةِ أنظُرْ
وأُطِلُ في الأَعماقِ أَكثَر
وأُداعِبُ النفسَ الحزينة
لتعود للنفس السكينة
فتَجولُ في عيني الدموع
لأعودُ للذكرى بشوقٍ وخشوع
فأرى جمالَ اللونِ يُخطَفُ من دمي
لكنه سرعانَ ما يتعندم
وتطيرُ روحي للسما والأنجمِ
فأرى ملاكاً بالشعاع معمم
وأرى الحقولَ وزهرَها
وأرى بلابل حقلِها
وأرى المياهَ كفضَةِ رقراقةِ
وأرى السماءَ كقبة شفافة
وأرى الشموسَ كشعلة براقة
في الجو تبدو مثل جمرة
*****
ونظرتُ في المرآةِ أعمَقْ
علني أَجدُ الحكايا قبلما تتكتَمُ.........
فرأَيتُ أشجاراً كأَنَ ثمارَها
من حسنِها ترنو إِليَّ وتبسِمُ
وعيونَ ماءٍ كالآلىء يَسْتَقي
منها العليلُ كأَنما هي بَلسَمُ.........
ورأيتُ أنغاماً تُرَنَمُ في السَحَر
فسرى السكونُ بداخلي  يَتَكَلَمُ.......
ورأيتُ أطفالاً وبعضَ شبيبةٍ
طاروا بأجنحةِ السنى كي ينعموا..
وعلى الهضابِ رأيتُ كلَّ مليحةٍ
بُعِثَت من التاريخ روحاً تحلُمُ
ورأيتُ آياتٍ تفيضُ بها السما
ورأيتُ كلَّ الناسِ لا تتكلمُ...
وعرَفتُ أَحبابي فزادت فرحتي
فعلا الوجيبُ كأنهُ يتظَلَمُ........
*****
صورٌ ولوحاتٌ تمُرُ بِخاطري
هيهاتَ تَرجِعُ دونما تتحطمُ
ورأيتُ فناناً يُلَوِنُ لوحةً
بالحبِ أحياناً وطوراً يندمُ....
ورأيتُ نوراً في السماءِ وفي الذُرى
طوراً يُشِعُ وتارةً يتعتمُ
همَسَت لي الدُنيا فذُبتُ صبابةً
وتَبَسَّمَ الشحرورُ..لِمْ لا أَبسِمُ
ونبذتُ أَحزاني لِعُمرٍ قد مضى
شاخَ الشبابُ... لكنَهُ لا يهرَمُ....
فركضتُ للذاتِ الحبيبةِ علّني
أُترِع كأسَ الحُبِ لا أَتنَدَمُ
ورويتُ بعضاً من أحاديث الهوى
وأزلتُ همَّاً من صدورٍ تضرمُ......
فوضعتُ مرآتي بقربي لم أعُدْ
فيها أُطِلُ...ولا إليها أُسْهِمُ...
وأنَرْتُ شمعاتي لأفضَلِ ناسِكٍ
في معبدٍ أسرارُهُ لا تُكْتَمُ