Nuha Zurub Kawar
نهى زعرب قعوار
الصفحة الرئيسيةالسيرة الذاتيةمدوّنةأشعارمؤلفاتهااتصل بهانهى زعرب قعوار
نهى زعرب قعوار
أشعار نهى زعرب قعوار

قائمة عناوين الأشعار المدوّنة في الموقع, حسب الترتيب الابجدي:

ترحال الكرماء ........... مرثية لتوفيق زياد
2011-03-05 06:41:38

الموت هل هو نقمة وقضية أبدية أم أنه الترحال للكرماء
إن المواجع في الممات كثيرة ولعل أعظمها دم الشهداء
ولقد يقول البعض إن بقاءنا في الروح لا في الجسم كالجهلاء
ولرب مَيْتٍ في اللحود وذكرهُ بالخلد يبقى دائم الإيحاء
ما زال يشعر بالأسى ويلمه كالظل فوق أحبة العذراء
يا واهب النفَسَ الأخيرِ على ربىً ممزوجة بالمسكِ والخُيَلاءِ
نبكي عليك وأنت حي خالدٌ دمعاً بلونِ الفضة البيضاءِ
إنَّ الذي يعطي الرجاءَ لأهلِهِ يحيا بقلب الأهلِ كالأمراءِ
بينَ الحياةِ وبينَ موتكَ لحظةٌ وقف الزمانُ بها وقوفَ حياءِ
أحرَجْتَ بالتنهيدِ قوماً جرَّحوا جفنَ العيونِ بحُرقَةٍ وإباءِ
فاجأتَهُم بالموتِ وهو مُحللٌ بشريعةِ الديانِ حُكمَ قضاءِ
وتَبينوا فيكَ الجراءَةَ والوفا ممزوجةً بالحِلْمِ دون عَلاءِ
ودَنَوا فلم تحفَلْ بِهِم وتوافدوا حُزناً من الميدانِ والأحياءِ
ولأنت وحدَكَ نائمٌ مستسلمٌ للحقِ لا لبنادِقِ الضعفاءِ
إن الذي يَهَبُ المماتَ نفيسَهُ يَغشى غِمار الموتِ دون رِياءِ
أدخلتَ في شُبانِ ناصرةٍ وشيباً بينَهُم روحَ الإخاءِ فنَمْ بِكُلِ رضاءِ
إن العرينَ كما تركتَ مُحَصَنٌ بالنُخبَةِ الفُضلى وبالأعضاءِ
ريحا التي أحببتَها وفجَعتها كادَتْ تُصابُ بحالةِ الإغماءِ
وجعلتَ نفسَكَ في المواقعِ جُثَّةً منثورَةَ الأحشاءِ والأشلاءِ
لو كانَ أمهَلَكَ الإلهُ لما نَدَتْ سودُ العيونِ بأَدمُعٍ وبكاءِ
لكنَّهُ أجلٌ يُمثلُ حِكمَةً لِمُسَجِلِ الأمواتِ والأحياءِ
إنّا نُشاطِرُ أهلَهُ مُرَّ الأسى ويظلُّ مرُ القهرِ في الأحشاءِ
ونُفوسُنا تبكي عليكَ بِحُرقَةٍ وعيونُنا سيالَةٌ بعياءِ
إن تُدخلوهُ إإلى الترابِ صديقَنا نطأُ الترابَ تُقىً بغيرِ رضاءِ