Nuha Zurub Kawar
نهى زعرب قعوار
الصفحة الرئيسيةالسيرة الذاتيةمدوّنةأشعارمؤلفاتهااتصل بهانهى زعرب قعوار
نهى زعرب قعوار
أشعار نهى زعرب قعوار

قائمة عناوين الأشعار المدوّنة في الموقع, حسب الترتيب الابجدي:

الى والدي
2011-04-10 07:17:52

يا والدي ..
قرب اللِقاء
فافتح ذراعَك
واحتضِنْ أشجاني
كَم كان حُبَكَ
حانياً ومُدَلَِلاً
كجناحِ طيرٍ
ضمَني بحنانِ
ما زالَ طيفُكَ
حارساً ومراقباً
فكري وشِعري
مُهجتي وجناني
كُنتَ الضميرَ
وكنتَ كالقمر المضيء
تنير عتمَ الدَرْبِ
من قدامي
كُنتَ الشعاعَ
وكُنتَ نورَ البؤبؤِ
الصافي لعيني
تَحمي كالأجفان
طَوَت السنونُ السودُ
عُمركَ فانطوى
معها الحنانُ
وجلسةُ الإخوانِ
وكأنهُ قد ضاعَ
مني الكونُ
يومَ أَضعتُ حباً
كانَ ملءَ كياني
ورأيتُ من حولي
جماهيرَ الورى
تجتَثُ ذاكَ النعشَ
دونَ تواني
بكَت السما
لما علمتُ بنأيِ
هذا الصَرحِ
عن أهلٍ وعن خلانِ
أمسى يرافقني الضنى
ولواعجُ
الأشواقِ تعصفُ بي
كما الحرمانِ
أصبحتُ أستجدي القريضَ
أَحُثهُ
كيما أواسي النفسَ
بالألحانِ
ويراعي المعطاءُ..
جفَّ مدادُهُ
وقصائدي أضحت
بلا أوزانَ
واستعصت الكلماتُ
من حزني
ومن أثقالِ حملٍ
قاتلٍ الوجدانِ
غرسَ الإباءَ بداخلي
فرعيتُه
وزهوتُ بالأغراس
طولَ زماني
وحَلَفتُ أني
لن أكونَ حزينةً
بل عُمدَةً
في جلسةِ الديوانِ
كم ليلةٍ عَذبتُهُ
في نومِهِ
حَمَلَ العَذابَ
وباتَ كالوسنانِ
يا طالما استسمحتهُ
فحنا كما
يحنو الهزار
على أليف حاني
ومشى الردى
في ثوبِهِ متغلغلا
ففرشتُ نعشَ
الأبِ بالريحانِ
خَرِسَتْ بلابِلُ حُرْشِنا
أسَفاً
وعلا نَعيقُ البومِ
والغربانِ
وتفَككتْ جلساتُ أقرانٍ
وفيءُ دفيئةٍ
وقريضُ شعرٍ
مع بناتِ دِنانِ
وتساقطت أوراقُ خَروبٍ
على أحواضِ وردٍ
ذابلِ الأفنانِ
حزِنَتْ زُهورٌ
كنتَ قد دَلَلتها
وتساقطَت أثمارُ حقلٍ
باهرِ الألوانِ
تُرِكَتْ موائِدُكَ
الكَريمَةُ عندما
أمسى الطعامُ
بدونِ ضيفٍ ثانٍي
شَيدْتَ للأبناءِ
صرحاً عالياً
في ظِلِ حُرْشٍ
عاليَ الأغصانِ
ونظرتَ من عالي
السماءِ مراقباً
فبدوتَ معتوقاً
من الأكفانِ
فسَتَرْتُ دمعاً
كانَ يَطْفُرُ مثلَما
نَبْعٌ تَفَجَّرَ
من خُمورِ دِناني
وبَكَيتُ أُمي فيكَ..
لِمْ  أبكيتني ؟؟
ما كانَ أجدَرُ
أن تعودَ تراني
تمسَحْ دموعَ
المقلَتينِ عَهِدْتُكَ
تُطفي لهيبَ
القْلبِ والأِحزانِ
وهجَرْتَ بعضَ
دفاترِ الأشعارِ خلفَكَ
تارِكَاً شِعراً بَدَأتَ
بِداخِلِ الديوانِ
وأتى الربيعُ ..
وأنتَ لستَ بِحاضِرٍ
ولَّى الخريفُ
ولمْ تَزُرْ إخواني
يا والدي .....
حطَمتَ روحي
عندَما فارقتني
هلاّ تَعودُ
الروحُ للأبدانِ
أستُرْ دُموعَ العينِ
خوفَ ملامةٍ
من صاحبٍ قربي
ومن أقراني
وأقولُ للأقرانِ ..
حبي والدي
ينسابُ في دمّي
وفي شرياني
أذكُرْهُ في الإصباحِ
أيضاً في المسا
فأنا أُدينُ لهُ
بكُلِ كياني
لا تسألوني ...
هل تَعُدْ أيامُهُ
ليتَ الزمانَ يعودُ
كي يلقاني
أشكو الزمانَ
وأشتكي أفعالَهُ
أشكو تباريحَ
الجوى بلساني
لكنني عاهَدْتُهُ...
لا أشتكي
فالذلُ في الشكوى
يُهينُ كَياني